5 أمراض قد تتحول إلى أوبئة هذا العام
«حياة آلاف الأشخاص ستكون مهدَّدة هذا العام، مع أنّ الوسائل اللازمة للوقاية من وفياتهم متوافرة فعلاً». هذا ما أعلنته مستشارة الصحة التنفيذية في منظّمة أطبّاء بلا حدود الدكتورة مونيكا رول، إذ تبيّن أن خمسة أمراض قد تتحوّل إلى أوبئة هذا العام، ما لم تُوَظَّف الجهود الكافية للسيطرة عليها.
فقد حذّرت منظّمة أطبّاء بلا حدود في خلال اجتماع المجلس التنفيذي لمنظّمة الصحة العالمية في جنيف، أنّ الكوليرا، الملاريا، الحصبة، التهاب السحايا، فضلاً عن مجموعة من الأمراض التي تنتشر من طريق الفيروسات والجراثيم وتتعرّض غالباً للإهمال، يمكن أن تصبح أوبئة هذا العام بسبب «عدم توظيف جهودٍ كافية للوقاية من تفشّي هذه الأمراض والسيطرة عليها، ما سيؤدي ـ على الأرجح ـ إلى انعكاساتٍ أخطر بكثير على صحّة الأشخاص خلال السنة القادمة».
تقول رول إنّ «أوبئة الكوليرا، الملاريا، الحصبة والتهاب السّحايا تنتشر كلّ عام، فإمّا تسبّب العجز للمرضى، وإمّا تفتك بهم. لكن ينبغي أن نضع حدّاً لهذا الأمر. كذلك يجب علينا أيضاً مواجهة الخطر الناجم عن ظهور وانبعاث الأمراض التي تنقلها الفيروسات والجراثيم، مثل حمّى الدّنك، الزيكا، الإيبولا، والدّاء الأسود».
وأعلنت المنظمة أنّ الاستراتيجيات المعتمدة حالياً للوقاية من التفشّي الفادح للأمراض أثمرت نجاحاً محدوداً فقط. فما زالت الأوبئة مستشرية، مخلِّفةً عواقبَ وخيمة في أغلب الأحيان على بعض البلدان الأقل تطوّراً. هذا بالإضافة إلى أنّ الأوبئة تفضح العيوب في أنظمة الصحّة الوطنية، وتستنزف الموارد المتوافرة، وتفتك، في العديد من الحالات، بأعداد هائلة من الأشخاص. وتضيف أنّ «الإجراءات الوقائية وحدها لا تكفي، بل يجب كذلك توفير الموارد اللازمة لإعداد أنظمة استجابة فعّالة لحالات الطوارئ. ولا بدّ من أن يندرج هذا الأمر ضمن إطار جهودٍ أوسع، بهدف مساعدة الدول على تعزيز إمكاناتها وبناها التحتية المرتبطة بالصّحة، وتنظيم حملات توعية صحية تستهدف السكّان».
ليس هذا فحسب، بل ينبغي أن تترافق آليات الإنذار السريع مع نشاطات استجابة سريعة بمجرّد تفشّي المرض، على أن يتزامن ذلك مع توفير رعاية صحيّة مجانية وذات جودة عالية للمصابين كافة. فمن الضروري، وفق المنظمة، أن «ندرك أيضاً أنّ منح السكّان المحرومين أدواتٍ فعالة، متاحة، ومعقولة الكلفة لا يمكن أن يكون من خلال الاعتماد على قوى السوق». لذلك، تعلّق رول على أنّ «الاستراتيجيات المعتمدة حالياً للاستجابة لتفشي الأمراض تخذل الأشخاص الذين كان يجدر بها مساعدتهم في المقام الأوّل». وفي هذا السياق، تشدّد منظّمة أطبّاء بلا حدود على أنّ تحقيق الأمن الصحي في العالم يبدأ بضمان صحّة الأفراد أوّلاً، بمن فيهم فئات السكّان الأكثر مرضاً والأكثر ضعفاً.
* بإمكانك إدراج الأكواد الغير قابلة لنشر بتحويله عبر محول الأكواد
لتصلك إشعارات ردود هذا الموضوع على البريد الإلكترونى أضف علامة بالمربع بجوار كلمة "إعلامى"