توفّي بعد 11 سنة من وفاة زوجته وابنه... وبالطريقة نفسها!
يكاد لا يمرّ يوم من دون أن نسمع بحادث سير على طرقاتنا حصد جريحا أو قتيلا، لكأنها باتت واحة للموت تختار منّا من شاءت لتخلّص على روحه، فيما كثيرون يذهبون إليها بكامل إرادتهم، طيشهم يسيّرهم، يطلقون العنان لمحرّكات سياراتهم فيحكمون على غيرهم بالموت المحتّم.
في نهاية الأسبوع المنصرم، حصدت طرقاتنا 13 حادث سير، سقط بنتيجتها 23 جريحا، فيما قُتل الشابان شادي مشركي ووديع ساسين عند مستديرة جعيتا. في تلك الليلة اصطدمت سيارات ثلاث، معبّدة الطريق للموت الذي لا ينفك يلملم شبابنا من على الطرقات، وفي كثير من الأحيان يسقط عدد من الضحايا من عائلة واحدة. في تلك الليلة، لم يرحل شادي ووديع وحدهما، فقد زارهما الموت مرة واحدة، غير أنه سيطبق على أرواح محبيهما، على الأهل وعلى الأصدقاء. سيسكن ظلمات لياليهم، سيفرض نفسه عليهما مع كلّ نسمة وفي كلّ عيد، لأن للموت رائحة لا تزول، وطعما مرّا لا يدركه إلا متذوّقو لوعته.
عقل مطانيوس حبشي (الصورة)، إبن الـ54 عاما، لقي حتفه قبل يومين في حادث سير في منطقة المروج، على طريقه إلى بلدته دير الاحمر، لينضمّ إلى زوجته نجوى وابنه جاك اللذين غادرا هذه الدنيا في حادث سير أيضا قرب الكازينو قبل 11 عاما. يومذاك كانت نجوى في الـ37 من عمرها وجاك في الـ17 ربيعا. انزلقت سيارتهما لترتطم بحافة الطريق تاركين وراءهما والدا مفجوعا و5 شباب يبكون أخاهم ووالدتهم. وكأنّ القدر خطّط للعائلة النهاية نفسها، رسم لهم طريقا أسود، كما يفعل في ليالٍ كثيرة.
لم أقصد في ما تقدّم أن أرسم بالأسود واقعا مؤلما نعيشه يوميا، لم أكتب ما تقرأون لأزيدكم جرعات من الحزن نحن في غنى عنها... بل لنحاول أن نبعد هذا الكأس عنّا، عنّي وعنكم، عن شقيقي وأشقائكم، عن أهلي وحبيبي، وأحبائكم. فكّروا بهم حينما تسرعون أو تشيحون بنظركم عن الطريق، فثوان قليلة تقتلكم، وتقتلهم أيضا.
* بإمكانك إدراج الأكواد الغير قابلة لنشر بتحويله عبر محول الأكواد
لتصلك إشعارات ردود هذا الموضوع على البريد الإلكترونى أضف علامة بالمربع بجوار كلمة "إعلامى"